تهدف هذه المدونة للتعريف بإنتاج وحدة البحوث والتطوير بشركة ميديا إنترناشيونال.. أحد بيوت الخبرة العربية في مجال الإعلام الجديد..

الجمعة، 4 أبريل 2008

ما بعد التدوين.. دراسة استشرافية حول تأثير التطورات في البنية التحتية للإنترنت على الحالة الإعلامية أونلاين

لكي نفهم التطور الذي ستنتجه الإنترنت على الإعلام المنتمي في إطار استشرافي؛ لابد لنا من أن نتفهم اتجاه تطور الإنترنت نفسها، حتى يتسنى لنا أن نعرف ماهية هذا التأثير وكيفيته. ولعل مما يساعدنا على بناء عناصر هذه الدراسة الاستشرافية أن بين ظهرانينا اليوم بعض صنيعها الذي يمكن منه استمداد سيناريوهات العمل الإعلامي المستقبلي. وفي هذا الإطار نتناول أولا تطورات البنية التحتية، ثم ثانيا منظومة تداعياتها في مجال الإعلام الجديد، ونختم هذا الجزء الثاني بظاهرة ما بعد التدوين؛ وهو البعد الاستشرافي الذي تحاول هذه الورقة رسم ملامحه بصورة تقريبية.



أولا: تطور البنية التحتية للإنترنت:

تعتبر الإنترنت وسيلة الاتصال الأسرع نموا في تاريخ البشرية. ففي حين احتاج الراديو إلى 38 عاما للحصول على 50 مليون مستخدم لاستقبال برامجه، احتاج التلفزيون إلى 13 عاما للوصول إلى العدد نفسه، فيما احتاج تلفزيون الكابلات إلى 10 أعوام. أما شبكة الإنترنت فلم تحتج سوى إلى 5 أعوام للوصول إلى ذلك العدد، وأقل من 10 أعوام للوصول إلى 500 مليون مستخدم(1). ويعرض للإنترنت في هذه الآونة جملة من التغيرات نحتاج معها للتعرف الموجز على مسيرتها ثم اتجاه تطورها والمفاهيم الجديدة التي تؤطر مستقبلها.

أ – إطلالة على تطور الإنترنت: في عام 1969، وبعد خروج النظم الشبكية من عالم البنتاجون الدفاعي العسكري، تم وضع أول أربعة نقاط اتصال لشبكة سُميت أربانيت في مواقع في عدة جامعات أمريكية منتقاة بعناية، حتى تم في عام 1972 إجراء أول عرض عام لشبكة أربانيت في مؤتمر في العاصمة الأمريكية واشنطن، وكان تحت عنوان "العالم يريد أن يتواصل"، مؤذنا برفع الستار عن هذه الوسيلة الجديدة من وسائل الاتصال والإعلام. وفي نفس العام تقدم راي توملنس باختراع البريد الإلكتروني لمكتب براءات الاختراع ليقوم بإرسال أول رسالة على أربانيت. وقبل أن ينقضي عام 1973 كانت كل من النرويج والمملكة المتحدة قد انضمتا إلى تلك الشبكة. وفي عام 1974، تم نشر تفاصيل بروتوكول التحكم بالنقل TCP؛ وهي إحدى التقنيات التي ستحدد مستقبل الإنترنيت فيما بعد. وهدأت الأمور قليلا حتى عام 1977؛ حيث أنتجت شركة "ديجيتال إكويبمنت" موقع "إنترنت" خاصا بها لتعد بذلك أول شركة كومبيوتر تقوم بتلك الخطوة. وفي الأول من يناير من عام 1983، أصبح بروتوكول TCP/IP بروتوكولا معياريا لشبكة أربانيت. وفي العام الذي تلا ذلك مباشرة (1984) أخذت مؤسسة العلوم العالمية الأمريكية NSF على عاتقها مسؤولية "أربانيت"، وفي هذا العام تم تقديم نظام إعطاء أسماء لأجهزة الكومبيوتر الموصلة بالشبكة، والمسمى DNS أو Domain Name System. وبعد عامين - في 1986 - أنشأت مؤسسة العلوم العالمية NSF شبكتها الأسرع NSFNET، وفي نفس العام ظهر بروتوكول نقل الأخبار الشبكية NNTP جاعلا أندية النقاش التفاعلي المباشر أمرا ممكنا، وفي هذا العام تم بناء أول جدار حماية لشبكة الإنترنيت من قبل شركة "ديجيتال إكويبمنت". وآذن عام 1990 بإغلاق شبكة أربانيت، وتولت شبكة إنترنيت الأكثر شعبية مهمة تحقيق التواصل بدلا منها. وفي عام 1991 قدمت جامعة مينيسوتا الأمريكية برنامج "جوفر GOPHER" الذي يضطلع بمهمة استرجاع المعلومات من الأجهزة الخادمة في الإنترنت (2). ثم قامت مؤسسة الأبحاث الفيزيائية العالمية CERN في 1992 في سويسرا بتقديم شيفرة النص المترابط Hyper Text، وهو نظام التشفير البرمجي الذي أدى إلى التطور العملي للشبكة العالمية WWW، والذي بدأت معه عملية بث المواقع تأخذ الشكل الأكثر عملية واقتصادية. ثم جاء عام 1993 الذي شهد إنتاج الإصدار الأول من "موزاييك Mosaic" مستعرض الشبكة العالمية، وقد تبعه الآخرون مثل Netscape وExplorer وذلك لتيسير الإبحار عبر الإنترنت. وفي عام 1995 رصد المراقبون تحول نمو الإنترنت إلى انفجار، حيث أصبح عدد الأجهزة الخادمة المتصلة بالإنترنت قرابة ستة ملايين جهاز خادم وخمسون ألف شبكة في جميع أنحاء العالم. وفي عام 1996 بدأ العالم يتصل بشكل دائم بشبكة الإنترنت؛ وبدأت الخدمة تدخل الدول العربية (3).

هذه السطور التي تمثل بداية سلسلة تطور الإنترنت ليست سوى إحدى حلقات تطور الكيان المسمى World Wide Web: WWW، أو المعروف اختصارا باسم The Web أو الويب (4). ونحتاج إثر التعرف عليه أن نتعرف بصورة أكثر كثافة على تلك المصطلحات الجديدة التي تحكم الإطار المستقبلي للإنترنت؛ على الأقل في الأمد المنظور. ونتناول هذه المفاهيم التجديدية فيما يلي، بدءا من ما بعد التفاعلية وحتى Web 3.0.

ب - ما بعد التفاعلية: ما بعد التفاعلية Post Interactivity مفهوم اصطلاحي – صكه الباحث في دراسة سابقة، وهو مصطلح يصف مجمل تلك المراحل الجديدة التي ولجت إليها شبكة الإنترنت منذ عام 2006؛ اعتمادا على ما أضافته إليها تقنيات Web 2.0 وWeb 3.0، وإن كانت إرهاصاتها قد بدأت تتبلور مع بداية الألفية الثالثة. ومصطلح "ما بعد التفاعلية" من خلال الدلالة المباشرة له نجده يعني تجاوز تلك المرحلة "التفاعلية" من مراحل الإنترنت، والتي ذكرت - كمصطلح - للمرة الأولى في عام 1954، في كتاب ولبر شرام: عملية الاتصال الجماهيري وتأثيراتها، ثم في دراسة ماكميلان وداونز McMillan & Downes في 1999، والتي انتهت إلى أن الهدف من الاتصال هو التبادل والإعلام.. إلخ. ومصطلح "ما بعد التفاعلية" مصطلح صكه الباحث في مجال سوسيولوجيا الإنترنت وسام فؤاد؛ معبرا به عن اتجاه الإنترنت لمرحلة جديدة في علاقة مرتاديها وزوارها بمحتواها والمنشور على صفحاتها (5).

فحتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان مرتادو الإنترنت ينقسمون حديا ما بين منتج لمحتوى الإنترنت وبين مستهلك لهذا المحتوى. وكانت العلاقة ما بين منتج المادة ومتصفحها أو مستهلكها تقوم على تواصل محدود من خلال مجموعة من الأدوات الاتصالية البدائية كبريد عموم المواقع أو ما يسمى: الويب ماستر، أو من خلال البريد الإليكتروني لصفحات المواقع إن وجد، أو من خلال البريد الإليكتروني لمنتج المادة إن أتيح، وكانت بعض المواقع تستبدل هذا كله من خلال توفير قاعدة بيانات لتجميع التغذية المعادة حول منتجاتها المبثوثة على الإنترنت. وهذه الأدوات لم تلبث أن فقدت فعاليتها بسبب سوء استخدامها وازدحامها بالرسائل غير المرغوب فيها. وبمعنى آخر؛ كان التدفق الإعلامي عبر الإنترنت يقوم على فلسفة التدفق في اتجاه أحادي One to Many: من المنتج إلى المتصفح في شكل اتصال إعلامي وتعليق محض، قد يتطور في بعض الأحيان لحوار عبر منتدى إليكتروني مدار يتحكم به مالكه. وكانت قلة نادرة من المواقع تمثل استثناء من هذه القاعدة.

وبدءا من أواخر عام 2005، دخلت الإنترنت مرحلة جديدة أمكن فيها لكل متصفحي الإنترنت أن يكونوا بمثابة مرسلي المادة الإعلامية ومستقبليها في آن، أي أن الإنترنت كوسيلة إعلامية صارت تعبير عن تدفق المحتوى الإعلامي في اتجاهين أو أنه أصبح تدفق متعدد الاتجاهات Many to Many. فبفضل التطور التقني، وترجمته في وسائل مثل الخادمات/السيرفرات الضخمة، وقواعد البيانات المتطورة، وتقدم تطبيقات الويب، بفضل هذا كله أصبحنا نجد مواقع تتيح لزوار الإنترنت ومتصفحيها تكوين حسابات يمكنهم من خلالها تحميل ملفات الفيديو والصوت والصورة والنصوص على ما يشبه مواقع محدودة تخصهم، وأن يتحكموا فيمن بإمكانه مشاهدة هذا المحتوى بدءا من التعامل والتداول الخاص جدا لدرجة الفردية وحتى التداول العام المفتوح للجميع.

واللافت في هذا الصدد أن هذه الخدمات تقدم مجانا. كما أنها أصبحت خلو من الرقابة إلى حد بعيد. وبدلا من المنتديات الإليكترونية المدارة، والمجموعات البريدية محدودة الفاعلية، والمواقع المجانية المتخمة بالإعلانات التي تفرضها المواقع الموفرة للخدمة، بدلا من هذا كله وجدنا المدونات ومواقع الفيديو ومواقع ألبومات الصور ومجموعات التواصل الآني تغزو الإنترنت.

وبرغم انخفاض تكلفة إنشاء المواقع، ونظرا لبعض القيود التي ترد على عملية إنشاء المواقع، وجدنا متصفحي الإنترنت يؤثرون اللجوء لهذه الخدمات المجانية لتوفير الوعي بما يهتمون به من قضايا عبر ما يقدمونه من منتجات الوسائط المتعددة تدعم قضاياهم التي تتراوح ما بين الجدية الفائقة وحتى المشاركة بغرض الترفيه. واللافت أن متصفحي الإنترنت العرب بخاصة لجأوا إلى هذه الخدمات لتوفير درجة من الوعي بقضاياهم السياسية التي تلقى من وسائل الإعلام بما فيها مواقع الإنترنت درجات متفاوتة من التعتيم.

تلك الحالة التي تجاوزت التفاعلية لصالح المشاركة المباشرة من متصفحي الإنترنت في إنتاج وتقديم محتوى هذه الشبكة العنكبوتية هي ما سنعرفه اليوم وتاريخيا باسم "الإنترنت ما بعد التفاعلية". ويتأسس هذا المصطلح على مجموعة من التطورات في البنية التحتية التي سنتناولها فيما يلي. وتعزى حالة ما بعد التفاعلية للتطور الذي حدث في بنية الإنترنت التحتية والذي يمكن تصنيفه لمرحلتين غير متعاقبتين؛ اصطلح على تسميتهما بويب 2.0 وويب 3.0.

1 - الجيل الثاني للإنترنت Web 2.0: يشير مصطلح Web 2.0 لجيل ثان متصور من المجتمعات المبنية على أساس الويب وخدمات الاستضافة المرتبطة بها، بالإضافة إلى مواقع التشبيك الاجتماعي ومواقع الويكي (أسلوب ويكي لقواعد بيانات إدارة المحتوى) وقواعد بيانات الفهرسة الإليكترونية Folksonomies. وتستهدف فلسفة Web 2.0 تسهيل عملية التواصل والتعاون والتشارك في المعلومات بين جمهور الإنترنت. وقد أصبح المصطلح شائعا بعد ذلك المؤتمر الذي نظمه مركز أوريلي ميديا O Reilly Media حول Web 2.0 في عام 2004. وبرغم أن المصطلح قد يوحي بأننا بصدد إصدارة جديدة من World Wide Web، إلا أن المصطلح لا يشير بحال لأي تحديث لجوانب Web 1.0 التقنية، ولكن إلى تغييرات في الكيفية التي يقوم بها مطورو البرامج ومستخدمو الإنترنت في التعامل مع الإنترنت. فهذا الجوهر الجديد Web 2.0 بمثابة ثورة اقتصادية في مجال صناعة الحاسوب نتجت عن النظر إلى الإنترنت باعتبارها منطلق Platform - وليس باعتبارها ساحة نشر، ومحاولة فهم قواعد النجاح في هذا المنطلق الجديد (6).

ولذا لم يعد من الممكن الحديث عن تلازم الإنترنت والمتصفح، بل أصبح الاتجاه الجديد أن كل التطورات الحاسوبية تراعي أن يكون شطر منها تشاركي.

إن فلسفة Web 2.0 لا تقوم فقط على اعتبار أن الإنترنت هي منصة في الأساس وليس مستودع نشر، بل يجاور ذلك عدة مكونات أخرى لرؤية Web 2.0 أهمها أن البيانات هي التي تقود عملية التجديد وبناء قالب المنصة الجديدة؛ في الوقت الذي يملك فيها المستخدم البيانات ويتحكم بها، كما أن الابتكار والتجديد داخل كل حزمة نظم والمواقع العاملة بها ينجم عن نوع من التشارك المقصود بين مجموعة كبيرة من مطورين البرامج المنتشرين في أنحاء العالم مع اتسامهم بدرجة عالية من الاستقلالية في عملهم بدون تبعية مؤسسية. ويرتبط بهذا النموذج من نماذج العمل وجود مفهوم مبسط للمشروعات الاقتصادية Business Models التي تمول هذه الحركة؛ وتقوم تلك المشروعات على أساس الاستفادة من المحتوى أو من الخدمات التي تحملها المواقع. كما أن هذه المواقع تعتمد على مجموعة من البرامج تزود بها زوار الموقع باعتبارها دوما النسخة المبدئية والتي تظل مبدئية مهما تطورت؛ وهو ما يعني أن مستخدمي هذه المواقع لن يجدوا حاجة لشراء أي برنامج ولا تكبد عناء البحث عن مفاتيح مزورة له. كما أن البرامج التي تستخدم في هذا الصدد تجد ربحها من خلال اتساع نطاق العلم بها خارج الدائرة الفردية (المنظمات الاقتصادية والطوعية والحكومية) (7).

وفي هذا الإطار يمكن أن نشير إلى خصائص البث على الإنترنت في إطار Web 2.0 بدءا من تلك الروح الأساسية في حقبة Web 2.0 المتمثلة في التشبيك Networking الذي تعتبره غايتها الأساسية، حيث إن الأساس في هذه الحقبة ربط التطبيقات المختلفة بالشبكة والسماح للمستخدم باستعمالها لأغراض التواصل العميق وليس فقط الاتصال؛ وهي من أهم خواص هذه الحقبة. ومن ناحية ثانية، فإن المحتوى – أيا كان يعد ملك لمن بثه أونلاين، ويمكن له التعديل في خصائص عرضه كيفما شاء. ومن جهة ثالثة، ثمة خاصية الديمقراطية التي تتيح لمتلقي أي محتوى بالتعاطي معه إيجابيا وليس فقط تلقيه، عن طريق التعقيب عليه أو نقده من خلال استخدام نص أو بأي من الوسائط المتعددة، أو حتى برابط. ومن زاوية رابعة نجد أن ثمة ارتفاع في درجة اليسر والسهولة في التعامل مع واجهات البرامج التي تدير علاقة المستخدم بالإنترنت، تلك البرامج المعتمدة على تقنيات تبسيطية مثل Ajax وما شابهها (8). ويحاول البعض إضافة التطورات التقنية في مجال الجرافيك، وهذا محتمل كعنصر مكمل، لكنه ليس عنصرا حاسما في بناء فلسفة Web 2.0.

2 - الجيل الثالث للإنترنت Web 3.0: ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في عام 2006 في مقال منشور بأحد مدونات الخبراء الناشطين في مساحة الإنترنت: جيفري زيلدمان في معرض تقديم رؤية نقدية النقاشات المثارة حول Web 2.0 والتقنيات المرتبطة بها مثل تقنية أجاكس المشار إليها سلفا (9).

وفي المنتدى الرقمي بالعاصمة الكورية سيول، والذي عقد في مايو 2007، طلب الحضور من المدير التنفيذي المسؤول بشركة جوجل: إيريك شميدت أن يوضح الفوارق بين Web 2.0 وWeb 3.0، وكانت إجابته فيما يتعلق بالمسمى Web 3.0 أنها طريقة جديدة لبناء تطبيقات الحاسوب، وأنه يرى أن Web 3.0 إن هي إلا مجموعة من التطبيقات المجمعة في إطار واحد، حاملة مجموعة من الخصائص المتمثلة في الصغر النسبي لحجم هذه التطبيقات، والقادرة على أن تنتصب وتشتغل في أي بيئة إليكترونية: كالحاسوب أو الهاتف الجوال أو المساعدات الشخصية الرقمية PDA، وتكون في الوقت نفسه سريعة جدا وقابلة للتكييف وفق رغبة مشغلها، معتمدة في توزيعها وتسويقها كمنتج على زيادة الوعي بها والانتشار من خلال ترابط الشبكات المختلفة الموجودة على الإنترنت؛ مما ينفي الحاجة لتخزينها وشرائها، وهذا نموذج جديد لتداول برامج الحاسوب Different Application Model. وفوق هذا كله نجد هذه البرامج تستوعب طوفان البيانات الذي يجري صبه فيها (10).

وفي كتابات غيره من الخبراء، نجد أن كلمة Web 3.0 تمثل مصطلحا يطلق لتوصيف تطور مختلف حيال استخدام الويب والتفاعل في إطارها على أصعدة مختلفة، على رأسها عملية تحويل WWW إلى قاعدة بيانات هائلة، وتلك ليست سوى خطوة باتجاه تعظيم قدرة التطبيقات الحاسوبية المختلفة ومنتجات الذكاء الصناعي على الوصول للمحتوى بالغ الوفرة على الإنترنت، والذي تصل وفرته لدرجة السيولة التي تعوق سهولة الوصول لمحتوى ذي خصائص نوعية. هذا بالإضافة لما في ذلك من إمكانات تسويقية عالية (11). ويعتبر البعض منهم أن المواقع التي تعتمد تقنية الأبعاد الثلاثية مثل Second Life وVirtual Realm وDisney s Toontown وVirtual Ibiza وغيرها من المواقع تتبع هذه الحقبة من الويب.

ويرى طائفة مهمة من الخبراء أن Web 3.0 هي جيل جديد بمفهوم نوعية المحتوى وليس بمفهوم نوعية التقنية. وفي هذا الإطار يذهب أليكس إيسكولد إلى أن الشبكة العنكبوتية تضم اليوم قدرا من المعلومات والبيانات تجاوز في حجمه إمكانية القياس بالميجابايت أو الجيجابايت ليقدر بمقياس التيرابايت، وهو ما جعل المعلومات النفيسة تختبئ بتشفيرها ولغاتها المتباينة عن حواسيب مستخدمي الشبكة. ويرى أن Web 3.0 كاتجاه من اتجاهات الويب الذكية Semantic Web قادرة على تغيير هذه الحقيقة، حيث إن المواقع الكبرى لن تكون إلا تلك المواقع التي تقدم خدمات الويب، وستكون قادرة على استخلاص المعلومات الثمينة المختبئة داخل الشبكة العنكبوتية ونشرها على العالم. ويرى أليكس أن التحول في أداء المواقع وطبيعة محتواها سيكون في أحد اتجاهين. حيث يرى أن بعض المواقع سيسير في الاتجاه الذي يمثله مواقع مثل موقع أمازون Amazon أو موقع ديليشس Del.icio.us أو موقع فليكر Flickr حيث تمنح زوارها خدمات مختلفة وفق تقنية REST API (تقنية تستخدم لغة Xml للتعامل مع قواعد البيانات ونظام الشراء الإليكتروني). وبعض المواقع الأخرى سوف تحاول الحفاظ على ملكية معلوماتها؛ لكنها ستجعلها قابلة للتعامل معها عن طريق تقنية Mashups (وهي تقنية تقوم على لغة تستمد المعلومات من أكثر من قاعدة بيانات لكنها تعمل على جمعها ضمن أداة عرض واحدة)؛ ومثالها مواقع مثل موقع دابر Dapper التسوقي، أو موقع تاكيلو Taqelo الذي يمكن اعتباره منظم عمل متطور قائم على التشبيك الموجه، أو بعض الصفحات الفرعية الخاصة داخل موقع ياهو ومنها ياهو بايبز Yahoo Pipes وهو موقع لتجميع الإفادات من الإنترنت بواسطة إعدادات يقوم بها المشترك في موقع ياهو. هذان الطريقان سوف يجعلان من المعلومات المتناثرة على الإنترنت صورة أخرى من المعلومات المعروضة بصورة منهجية متماسكة؛ ممهدة الطريق نحو منظومة حوسبة أكثر ذكاء (12). وهذا ما نراه أكبر القيم المعبرة عن حقيقة Web 3.0.


ثانيا: ما بعد التدوين.. المفهوم والدلالات

مصطلح ما بعد التدوين هو مصطلح صكه الباحث للتعبير عن مرحلة جديدة على صعيدين اثنين، نجملهما تاليا:

أ – هي تعبير عن تطور نوعي حدث في المساحة التعبيرية التي صارت متاحة لكل مستخدمي الإنترنت بعد التطورات التي حدثت في مجال البنية التحتية للإنترنت.

ب – هي أيضا تعبير عن تطور جديد في مجال العمل الإعلامي في علاقته ببيئته الاجتماعية.

ولكي نتعرف على ملامح ما بعد التدوين لابد لنا من الوقوف على طبيعة البيئة الإعلامية التي أنتجتها تلك التطورات في مجال البنية التحتية للإنترنت، وذلك في السطور القادمة.

بداية لابد لنا من التمييز تحليليا ما بين ذلك الشق من الإنترنت المبني على أن الإنترنت وسطا أو بيئة؛ وذلك الشق الذي تكون فيه الإنترنت وسيطا إعلاميا. فقد حدث تطور في كل شق على حده، إلا أن التطورات الأخيرة جعلت الحالة الإعلامية المتخصصة تخلط بين الشقين، فيما يمكن تسميته بتجديد أدوار الوسيط الإعلامي النهائي المسمى بالإنترنت في ثوبها الجديد. فمهما كنا نتحدث عن Web 2.0 أو Web 3.0 فإننا في النهاية نتحدث عن تلك الوسيلة الاتصالية والتواصلية التي تطورت خلال السنوات العشرين الأخيرة من مجرد وسيط نشر متجاوز للحدود وحتى كونه وسيلة تواصل فعالة إلى جانب كونه وسيلة اتصال. وهو ما يرشحها لتكون بيئة الاتصال والتواصل المثلى التي تسعى كل سبل الاتصال أو التواصل لمحاكاة بيئتها والتطور باتجاهها؛ لتصير الإنترنت في النهاية هدف التليفزيون والهاتف الجوال والمساعدات الشخصية بالإضافة للحواسيب بأشكالها المختلفة المحمولة والثابتة.

غير أننا عندما نتعامل مع هذه التغيرات المفاهيمية يصعب علينا أن نفصل في تأثيراتها بين ما تنتجه من تداعيات على صعيد الإنترنت كوسط والإنترنت كوسيط، ومع ذلك؛ فلابد من الوعي بالفارق بين المستويين لأنه سيكون جليا وواضحا في بعض المساحات التي سيشتبك فيها الشقان.

ولا شك في أن التداعيات الحادثة جللة، وأن الإحاطة بها في مقام كهذا المقام وورقة كهذه الورقة سيكون صعبا لا محالة. والعزاء أن تحاول الورقة تقديم ما يقع في منظور القائمين عليها موقع الأهمية الظرفية ذات الأولوية. وفيما يلي نعرض لتداعيات هذه التغيرات.

أ – تعدد اتجاهات الإعلام: سبق وأشرنا إلى أن ما بعد التفاعلية كخاصية لحقبة الإنترنت الجديدة قد نقلت زوار الإنترنت من حقبة استهلاك المحتوى الإعلامي إلى حالة إنتاج هذا المحتوى (13). ويشير تقرير نادي دبي للصحافة إلى أن من أم تلك التغيرات تحول نمط التدفق الإعلامي من نمط تدفق في اتجاه واحد One to Many إلى نمط تدفق متعدد الاتجاهات Many to Many، واعتبره نمطا جديدا يضاف إلى أنماط التوزيع التقليدية، وإلى نمط التوزيع حسب الطلب الذي جرى تقديمه مؤخرا. ويرى التقرير أن نمط التوزيع الجديد يسمح بتوزيع كل من المحتوى المهني (الذي تمثل قضية حقوق الملكية الفكرية قضية حيوية بالنسبة له) بالإضافة إلى ذلك المحتوى الصادر عن المستخدمين والذي يتراوح إنتاجه ما بين النص العفوي وتقنية الفيديو الصادرة عن كاميرا رقمية رخيصة الثمن(14).

وبمعنى آخر، فإن ملايين المدونات؛ بتلك اللغات المتباينة المتعددة، بما تحويه من محتوى نصي أو صوتي أو محتوى فيديو أضيفت لمساحة المحتوى الذي يتعرض له مستخدم الإنترنت يوميا، ولم يعد الأمر قاصرا على تلك المواقع الرسمية أو تلك المواقع التي تعبر عن مؤسسات إعلامية صار لها اتجاه محدد وموجه لا تحيد عنه.

ولابد من التأكيد على أن الاتجاه لتحويل الإنترنت لنمط قواعد بيانات يستند لسيرفرات ضخمة ورخيصة التكلفة، مع تطور الآليات الاقتصادية لاستثمار مثل هذا الوضع New Business Models قد جعل ثمة إمكانية لأي فرد أو جماعة بشرية أن يقوموا بنقل الأخبار والمعلومات التي يراد لها التعتيم، بل ويقدموها معززة بأدلة صوتية وفيديوية تكسبها المصداقية، وتصنع بمرور الأيام اسما تجاريا مشهورا Branding Name يكون له درجة عالية من المصداقية التي تزاحم مصداقية المؤسسات الإعلامية المهنية.

ولا شك في أن هذا يعني فيما يعني أيضا تحول المستقبل الإعلامي تاريخيا باتجاه الإنترنت باعتبارها الوسيلة التي تقدم منافذ إعلامية ذات قدرة على الاستمرار والصمود، مع رخص التكلفة من ناحية ثانية، وارتفاع الإمكانيات من ناحية ثالثة.

ب – بروز مفهوم المواطن الصحافي: وقد ارتبط بتلك المرحلة ما عرفه المراقبون والمتخصصون باسم صحافة المواطن؛ ويعرف أيضا باسم Public or Participatory Journalism هو دور يؤديه المواطن الذي يلعب دورا فعالا في عملية جمع وتصنيف وتحليل وصياغة المعلومات والأخبار. ووفقا لتقرير We Media نصف السنوي الذي يصدره مركز الإعلام Media Center التابع للمعهد الأمريكي للصحافة The American Press Institute، فالمفهوم يعني تلك الكيفية التي يصوغ بها الجمهور مستقبل تداول الأخبار والمعلومات. وقد أعد كل من شين بومان وكريس ويليس دراسة ضمن تقرير النصف الأول من عام 2003 يرون فيها أن الغرض من هذه المشاركة الإعلامية توفير تلك المعلومات المستقلة والدقيقة التي تحتاجها الديمقراطية فيما يتعلق ببحث القضايا التي تحتاج توفر معلومات ذات صلة ويمكن الاعتماد عليها (15). وهذا المصطلح لا يجب الخلط بينه وبين مصطلح الصحافة المدنية، تلك التي يقوم بها الصحافيون المحترفون. صحافة المواطن هي جزء من محدد من مفهوم إعلام المواطن citizen media مثله في ذلك مثل مصطلح المحتوى الذي يبتكره المواطن (16).

وقد صنفت الباحثة الإعلامية جيه دي لاسيكا المحتوى الذي يقدمه المواطن الصحافي إلى 6 فئات تتمثل فيما يلي (17):

* مشاركة الجمهور المتلقي (مثل تلك التعليقات التي يكتبها المواطن استجابة للقصص الإخبارية، والمدونات الشخصية، وتلك الصور محدودة الكفاءة التي التقطها الأشخاص بكاميرات هواتفهم الجوالة، وتلك الأخبار المحلية التي يكتبها شخص مقيم ضمن مجتمع ما من المجتمعات).
* المواقع الإخبارية والمعلوماتية المستقلة (مثل تقارير المستهلكين أو تقارير السخرة في العمل Drudge Report).
* المواقع الإخبارية ذات المعالجة الناضجة (مثل موقع OhmyNews International).
* المواقع الإعلامية التي يشترك أصحابها في إنتاج محتواها أو تطوعوا لإنتاجه Collaborative and contributory media sites.
* الأنواع المختلفة من الإعلام الارتجالي أو المسمى Thin Media (المجموعات البريدية والنشرات الإخبارية).
* المواقع الإذاعية الشخصية.

هذا التحدي ذو طابع إعلامي وليس تقنيا. ويمكن اعتباره نوع من تنامي البنية الفوقية الإعلامية المترتب على تلك التطورات التي حدثت في مجال البنية التحتية المرتبطة بالإنترنت، مثل Web 2.0 وWeb 3.0.

ج - ظهور مفهوم إعلام نمط الحياة: في إطار الحديث عن Web 2.0 أشار تقرير مؤسسة برايس ووترهاوس إلى نمط جديد من الأنماط الإعلامية المتمثلة في "إعلام نمط الحياة" أو Lifestyle Media. لتشير به إلى موجة جديدة من أنماط الإعلام تعبر عن الخبرة الإعلامية الشخصية ضمن سياق اجتماعي. ويشير تقرير نادي دبي للصحافة لعام 2006 إلى أن المستخدمين الإعلاميين النافذين الذين يتفاعلون مع الشبكات الاجتماعية على Web 2.0 يطلبون منتجات إعلامية تسمح لهم بزيادة القيمة المستفادة من المحتوى الإعلامي المتنوع ضمن وقت الفراغ المحدود المتاح لديهم (18).

فمرتادو الشبكات الاجتماعية المختلفة والمتعددة لهم مشارب واهتمامات مختلفة، وبعضهم يرى أن هذه الاهتمامات لا تجد لها التغطية الكافية التي تلبي كافة احتياجاتهم كافة الأنشطة التي يقومون بها وكافة المساحات الموضوعية التي يهتمون بها، وهو ما يدفعهم لتقديم محتوى يخصهم وحدهم، وربما يمكنهم نقله لغيرهم.

ويوضح الخبراء أن هذا النمط من الأنماط الإعلامية وفق هذا التوضيح عاليه يتسم بسمتين هامتين تتمثل أولاهما في أن هذا النمط يعطي المستخدم القدرة على اكتشاف أو تقديم محتوى جديد، وتتمثل ثانيتهما في أن هذا النمط يتيح للمستخدمين اختيار كيفية توزيع هذا المحتوى (19). فهذه النشاطات الخاصة بالمستخدمين – سواء أكانوا مجموعة علماء أم مجموعة من الساسة أصحاب وجهات النظر الجديدة موضع التضييق أو كانوا مجرد جماعة رفاق (شلة) - تقدم لهم خيارات جديدة تندرج ضمن دائرة اهتماماتهم وتمكنهم من تحديد طريقة قضاء الوقت المحدود المتاح لديهم.

د - تراجع إمكانيات التعتيم: سبق أن أشرنا لمدى تأثير المرحلة ما بعد التفاعلية على الإنترنت كوسيط إعلامي وما ارتبط به من توسيع نطاق إنتاج المحتوى الإعلامي. والقيمة المضافة الجديدة في هذه المساحة أن إمكانيات التعتيم على هذا المحتوى صارت بعيدة المنال.

فمن ناحية، يمكن القول بأن اندراج الإصدارات الإعلامية الجديدة تحت اسم نطاق لا صلة له باسم نطاق خاص باتجاه أو تيار يجعل من المستحيل منع أو حجب هذه الإصدارة الإعلامية من دون التأثر بالتعامل مع الموقع الكبير الذي جعلت أنظمة التكويد فيه هذه المهمة أقرب للاستحالة العملية. ويمكن القول بأن خبرة التعاطي الأمني مع ظاهرة الإرهاب الخطيرة كشفت عمق هذه الأزمة حيث انتقلت المواجهة من جهة حظر المواقع إلى مساحة أخرى من الصعب فيها مواجهة الأمر بسبب انتقاله إلى مساحات المواجهة عبر قنوات المدونات من جهة وقنوات استضافة الفيديو الرقمي (20).

ومن ناحية ثانية، فإن الجيل الجديد من المدونات على سبيل المثال يستوعب تقنية تصدير واستيراد المحتوى (21)، بما يعني أن منع موقع ما من مواقع المدونات سيعني إمكان انتقال هذه المدونة بنفس محتواها القديم إلى موقع آخر بضغطة زر. وهو ما يقف حائلا دون إمكانية المنع أو الحجب. وهذه الإمكانات تستند لمنطق تحويل الإنترنت إلى قاعدة بيانات وهو ما ألمح إليه الخبراء في الحديث عن Web 3.0.

ومن ناحية ثالثة، فإن تحول الإنترنت باتجاه قواعد البيانات سيجعل من الصعوبة بمكان السيطرة على المحتوى الخاص بها، وبخاصة مع تزايد الاتجاه نحو إنتاج التطبيقات التي تعتمد لغة MashUps التي تجمع البيانات المخزنة بصورة مستقلة لكنها تدمجها مع بعضها البعض في آليات عرض قائمة على ما يقارب مناهج نظم الخبرة المعروفة في تصنيف وعرض البيانات (22).

هـ – صدقية أكبر للحالة الإعلامية: دخلت ظواهر إعلامية جديدة حيز المنافسة مع وسائل الإعلام قاطبة بصفة عامة، ومع البث الذي تبثه القنوات الفضائية وشبكات الكابل، وكذلك تلك المواقع الإذاعية الشهيرة الموجودة أونلاين، بالإضافة لمواقع الصحف البارز أونلاين. وأبرز مساحات المنافسة تلك ما نراه من المدونات والمساحات الخاصة التي توفرها المواقع الكبرى مثل My Space وGoogle وYahoo، ويضاف إليها محطات إذاعات الإنترنت الخاصة والمحدودة التي يمكنها بواسطة برنامج صغير مثل Jet Audio أو غيره أن توفر بثا منتظما بمجرد توفر القدرة على استئجار مساحة محدودة على سيرفر، بالإضافة لمواقع بث الفيديو التي بدأت تشتهر وتكثر مثل You Tube أو MetaCafe وغيرها، بالإضافة إلى ظاهرة المنتديات، فضلا عن استمرار الشكل البدائي لما بعد التفاعلية المتمثل في القوائم البريدية والمواقع المجانية (23). هذه الصور التنافسية الجديدة بدأت تحد من درجة مصداقية البث الفصائلي المتحزب أونلاين، وتوفر سبل هز هذه المصداقية من خلال وسائل ملموسة من المحتوى الإعلامي تصل لدرجة التوثيق المرئي عبر تقنيات الفيديو؛ بما في ذلك التقنيات الرخيصة.

وفي المقدمة المفاهيمية تعرضنا لمفهوم الإنفوميديا وما أنتجه من تقارب بين وسائل الاتصال المختلفة، وهو ما أعطى لوسائل الاتصال غير الإعلامي كالهواتف الجوالة أدوارا إعلامية. ففي الجيل الثالث من الهواتف المحمولة هناك مجموعة من البرامج التي تتيح لصاحب الهاتف الجوال أن يكون وسط الأحداث فيقوم بتصوير مجموعة من مشاهد الفيديو أو الوثائق أو الصور؛ ثم ينقلها بضغطة زر إلى مدونته الموجودة على الإنترنت ليراها الناس لحظة حدوثها (24). وهذه التقنية ليست بدعا من أصحاب شركات الهواتف الجوالة، بل تم هذا بالتنسيق ما بين شركات إنتاج الهواتف الجوالة وشركات إنتاج التطبيقات الحاسوبية والشركات الراعية لبعض مواقع المدونات بحيث تتيح بعض مواقع المدونات للمشتركين أصحاب المدونات أن يجروا بعض الإعدادات الخاصة لمدوناتهم لتزويدها عبر الهواتف النقالة (25).

و - تطور خريطة تدفق العمل الصحافي: يمكن القول بان عملية التحرير الصحافي في المؤسسات الصحافية الورقية أو الإليكترونية كانت تتم وفق المتسلسلة التالية (26):

* التخطيط لتغطية الخبر (المتوقع والمتابع) أما المفاجئ فلا يخطط له، ويتم ذلك من خلال تحديد محاور الخبر ونقاطه الرئيسية، وجمع الخلفيات المتعلقة به من قسم المعلومات أو من أرشيف المحرر الصحفي الخاص به.
* جمع المعلومات من المصادر المختلفة البشرية والوثائقية.
* التقاط الصور الفوتوغرافية المناسبة للخبر بواسطة المحرر أو المصور الصحفي.
* مراجعة المادة الصحفية المكتوبة والمصورة واستكمالها، ووضع خلفيات للحدث يمكن من خلال الضغط على كلمة معينة داخل النص استدعاء مواد أخرى ذات صلة بالخبر المنشور وذلك حال الصحف الإلكترونية.
* تقييم المادة الصحفية المكتوبة والمصورة وتحديد صلاحيتها للنشر بواسطة المحرر المسئول، أو غيره حسب خط سير النص الصحفي داخل الوسيلة المعنية بالنشر.
* تجهيز الرسوم اليدوية التعبيرية والتوضيحية والساخرة التي سوف تصاحب الموضوعات أو تنشر بمفردها.
* اختيار البناء الفني للنص الصحفي: أي تحديد شكل المادة الإخبارية المخطط لنشرها (مقال – تحقيق- خبر – حوار- تقرير- فلاش – بانر- ساحة حوار).
* التحرير النهائي للنص الصحفي.
* المراجعة النهائية للنص الصحفي المحرر.
* التقييم النهائي وتحديد أولويات النشر.

غير أن تغير الأنماط الإعلامية جعل هذه المراحل الخاصة بالعمل الإعلامي المهني الكلاسيكي تقليدا مهنيا ربما لن يصمد كثيرا أمام المتغيرات الإعلامية المرتبطة بضرورة ملاحقة الحدث أونلاين. وقد سبق أن أشرنا إلى أنماط الإنتاج الإعلامي الخاصة بمفهوم المواطن الصحافي، والتي يمكن الإشارة إليها سريعا فيما يلي (27):

* مشاركة الجمهور المتلقي.
* المواقع الإخبارية والمعلوماتية المستقلة.
* المواقع الإخبارية المتخصصة ذات المعالجة الناضجة.
* المواقع الإعلامية التي تشارك أصحابها في إنتاج محتواها أو تطوعوا لإنتاجه.
* الأنواع المختلفة من الإعلام الارتجالي أو المسمى Thin Media (المجموعات البريدية والنشرات الإخبارية).
* المواقع الإذاعية الشخصية.

ويختلف إنتاج المحتوى من وسيلة لأخرى من هذه الوسائل. ولا شك في أن المواقع الأكثر نضجا في إنتاج محتواها الإعلامي قد توكل عملية إنتاج هذا المحتوى لمتطوع ذو خبرة يقترب كثيرا من هذه التقاليد، وربما كان بعض المواقع المندرجة تحت لافتة غير ناضجة يصدره من له خبرة بالعمل الصحافي مثل كثيرا من المدونات العربية التي يصدرها صحافيون ينشرون بها ما لا يجد طريقه للنشر بالصحف العادية (28).

غير أن اعتبار العفوية غالبا ما يكون مهيمنا على العمل المندرج تحت مفهوم صحافة المواطن، ولكنه مع ذلك يحوز على مصداقية عالية (29). ولعل درجة الإقبال العالية على مدونة مثل مدونة الوعي المصري، وحصول صاحبها وائل عباس على جائزة عن مجمل أعماله لكشف الفساد خلال عام 2005 - 2006 من "المنظمة الأفرومصرية لحقوق الإنسان"، بالإضافة لفوزه بجائزة "نايت الدولية للصحافة" لعام 2007 يمثلان مؤشرا على درجة الصدقية التي يتعامل بها الزوار مع مثل هذه المدونة (30).

غير أن نموذج صفحة عيون المشاهد الذي تقدمه شبكة إسلام أونلاين يمثل درجة وسطى بين تقاليد العمل الصحافي وبين العفوية الصادرة عن المواطن الصحافي بتجليه الحقيقي. فهذه الصفحة تعمل بفلسفة تقوم على صنع ملفات مختلفة تقوم في إطارها باستقبال مساهمات زوار الموقع في صورة ملفات نصية مزودة بصور فوتوغرافية، حيث يتولى المحرر المسؤول بالصفحة انتقاء الصور وتحرير النص ليليق بالنشر في صفحة تتبع موقع إسلام أونلاين. وقد لاقت الصفحة نجاحا كبيرا آذن باتجاهها لتصبح موقعا مستقلا في الأمد القريب. كما تتجه الصفحة لتدريب المتميزين من زوارها عبر استثمار تقنية التدريب الإليكتروني التي يبرز فيها موقع إسلام أونلاين كأحد المواقع الرائدة في مجال التدريب الإليكتروني (31).

و - وفرة المحتوى وسيولته: كما سبق ورأينا، في عرض أليكس إيسكولد، فإن مقدار المعلومات المخزنة على الإنترنت صار يقدر بالتيرابايت وليس بالجيجابايت، وهذا قدر ضخم جدا من البيانات (32). ولنا أن ننظر إلى الفلسفة الإعلامية التي تحكم العالم الإعلامي الذي نقبل عليه والذي سيدلنا على أن حجم المعلومات التي ننتظرها في المستقبل سيكون فلكيا بالنظر إلى الاتجاه نحو تحويل كل مستخدمي الإنترنت إلى منتجين للمحتوى الاتصالي، ولنا أن نتخيل تنوع هذا الكم ما بين محتوى معلوماتي سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي ديني وغير ديني، بالإضافة للمحتوى المعبر عن النشاط الاقتصادي التجاري والتسويقي والدعائي غير المعلوماتي، ويمكننا أن نضيف إليه الجانب الترفيهي الهائل؛ سواء منه ما كان مجانيا أو اقتصاديا. هذه المؤشرات تدلنا على حالة قوية من حالات السيولة التي تنتظرنا، والتي سيكون فيها من العبث الاستمرار في إنتاج المعلومات بدون التوقف للحظات لتقويم هذا المحتوى، وتصنيفه، والابتكار في الخدمات المتعلقة بالانتقاء منه، وإنتاج ما يراعي مواءمات هذا المحتوى للاحتياجات الفردية.

إن ما ستقودنا إليه تلك التطورات الحادثة في مساحة Web 3.0 أن نقيم أداء المواقع الإعلامية المختلفة في سياق ما تقدمه لنا من خدمات تيسير الحصول على المحتوى الذي نريد. وهذه النوعية من الخدمات هي التي ميزت محرك بحث جوجل Google في مجال البحث عن النصوص عن غيره من محركات البحث القوية، كما ميزت محرك البحث الخاص بموقع Yahoo وAll The Web فيما يتعلق بالبحث عن ملفات المالتيميديا. وفي هذا الإطار تظهر مواقع تتقدم في ترتيبها بسبب ما توفره من خدمة الفرز والانتقاء والتجميع مع تقديم خاصية تتعلق بلياقة المحتوى للفرد، ومنها ما أشار إليه الباحث أليكس إيسكولد من مواقع مثل Del.icio.us. ويمكن في هذا الإطار طرح خبرة صفحة "أجندة الفعاليات" التي تقدمها شبكة إسلام أونلاين في محاولة منها لإنقاذ الفعاليات المبثوثة أونلاين من أن تتوه في خضم هذا الكم الهائل من السيولة المعلوماتية. وسوف يكون لنا وقفة مع هذه الصفحة لاحقا. فمثل هذه الخدمات ستكون مهمة ومميزة للمواقع التي تقدم خدمات في مجال الإعلام الإليكتروني، ولا يمكنها أن تتجاهلها.

ولا شك في أن من بين المهام الأساسية التي يمكن في إطارها ضبط هذه السيولة حدوث تقدم نوعي في مجال الفهرسة الإليكترونية المسماة Folksonomy والتي تمثل اليوم عمودا فقاريا لجهود فهرسة وتجميع المواد المتناظرة والمتشابهة بسبيل تحقيق مزيد من توثيق وتنظيم المحتوى وتصنيفه بما يتيح للتطبيقات الحاسوبية أن تقوم بوظيفة التصنيف والانتقاء وتجويد عرض النفائس المخبأة (33).

ز – تطور الأدوار الاجتماعية للوسيلة الإعلامية: بالنظر لأنموذج إعلام نمط الحياة الذي أوردناه سلفا، يمكننا الإشارة لدرجة من التبدل يصيب أدوار المؤسسات الإعلامية، أو ربما هو نوع من التطور يصيب المؤسسات العاملة في مجال التنمية، بحيث يصبح لهذه المؤسسات جملة من الأدوار التي يتضافر فيها نمط العمل الإعلامي الموجه مع نمط التشبيك الاجتماعي التنموي. أو ربما تنشأ جماعة يكون لها هدفا تنمويا لكنها تتخذ الإعلام مدخلا لتعبئة الجمهور المحتمل خلف قضيتهم مهما دق حجمها.

وكان أحد الباحثين المشاركين بهذه الدراسة قد أجرى بحثا حول الجيل الثالث من المنتديات، مشيرا إلى خاصية مهمة لهذا الجيل تتمثل في المحدودية الجغرافية التي يعبر عنها هذا الجيل مع اهتمامه بقضايا تنموية بالغة الصغر تتعلق بالتوعية البيئية من قبيل قضايا كالنظافة والتنبيه لبعض الأخطار التي تنشأ في المنطقة التي تعبر عنها هذه المنتديات (34).

ح – إثراء الدراسات الإعلامية: بالنظر إلى أدبيات علوم الإعلام التي غالبا ما تكون فيها الأدبيات النظرية تبعا لتطور واستقرار العمل بالوسائل الإعلامية، فإن من المرتقب أن تسفر تلك التطورات عن حزمة جديدة من الاهتمام البحثي والأكاديمي بالنشاط الإعلامي أونلاين بصورة خاصة وفي أوساط الإنفوميديا بصفة عامة، وذلك في محاولة لاستكشاف قيم إعلامية جديدة ضمن هذا التدفق الإعلامي الوافر، أو محاولة ضبط هذا المنتج ببعض القواعد التي تزيد من "مهننته" Profissionalization وحرفيته؛ ومن ثم فاعليته وتأثيره.

ط – ما بعد التدوين: المحصلة الرئيسية التي رأيناها من استعراض مجمل المقدمات السابقة تتمثل في حدوث طفرة على صعيدين:

* الصعيد الأول يتمثل في التنامي الكيفي للمساحة التعبيرية التي أتاحتها الإنترنت الجديدة لمستخدمها. ويمكننا في هذا الإطار أن نتحدث عن تلك السعة الهائلة في الإمكانيات التي أعطيت لمفهوم المواطن الصحافي.

فإبان فكرة مفهوم المواطن الصحافي. كانت انعكاسات فكرة مفهوم المواطن الصحافي وفيرة لكنها لم تزل محدودة في حيز النص المكتوب، مع بعض الإمكانيات الخاصة بمساحة صغيرة للفيديو مع مساحة معينة للتصوير، يمكن القول بأن إمكانات الإنفوميديا قد أنمتها عبر آليات مثل Mobile Bloging. أما ما يحدث الآن من طفرة فيمكن أن يتجاوز واقع التدوين لصالح بناء منظومة قوية تتيح الاستفادة من خدمات الشبكة المختلفة، بحيث يمكن لمدونة صغيرة أن تستورد عدد كبير ذو وزن ضخم من أفلام الفيديو وملفات الصوت من تلك المواقع التي توفر خدمة استضافة هذه النوعية من الملفات مثل You Tube أو Foto Log، بحيث لم يعد ما لدينا من إمكانات هو نص يصحبه فيلم فيديو أو عدة صور مع إمكانية إرفاق هذا كله باستطلاع رأي محدود، بل صار لدينا حيز من تطبيقات الويب التي تستوعب بالإضافة لكل ما سبق إمكانية أن يضيف مطورو البرامج Web Developers عدد غير حصري من تطبيقات الويب الخفيفة ذات الصبغة الوظيفية التي تحتاج إليها الأعمال الإعلامية ذات الأهداف الاجتماعية.

ويمكن أن نختلس النظر إلى إمكانية متاحة الآن على شبكة الإنترنت تتمثل في موقع Face Book. فهذا الموقع يوفر إمكانيات نصية غير محدودة لزواره، مع إمكانية استضافة فيديو من أي موقع يستضيف الفيديو مجانا، أو أي موقع يستضيف أي من ملفات الصوت والصورة والفلاش. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل نجد مزيدات برامجية غير محدودة، سواء اكانت بتقنية MashUps أو تقنية APIs ذات وظائف ترفيهية وتواصلية مختلفة.

وقد يظن البعض أن ما نتصوره من إمكانيات قد يقتصر على مواقع Face Book أو HI5 أو غيرها من مواقع Social Web. لكن هذا ليس صحيحا. هذه البرامج متوفرة من خلال موارد برمجية مفتوحة Open Sources، ويمكن تطويرها لاستيعاب وظائف جديدة ومحددة. بل إن موقع مثل Face Book – كما سبق ورأينا - يجد دعما غير محدود من أولئك المهتمين بالمصادر البرمجية المفتوحة ومطوريها.

والمصدر الثاني من مصادر قوة هذا الجيل من مساحة الاتصال والتواصل يتمثل في إمكانية التشبيك العالية التي يتيحها، فهي تطبيقات ويب تعمل وفق منظومة WiKi التي تتيح أكثر من منفذ إدخال المحتوى، وتتيح إمكانيات التشارك في هذا المحتوى، سواء أكان التشارك مطلقا أم مقيدا. ولا يوجد سقف للتشارك، كما لا يوجد سقف لأشكال التشارك. فهناك الجيل الثاني من المجموعات البريدية، بالإضافة لإمكانيات استعراض العدد غير المحدود من المتشاركين لعدد غير محدود من مواد المحتوى. وكل ما تتطلبه فاعلية هذه الحالة التشبيكية القوية إيمان أحد أعضاء هذه الحالة بفكرة، ثم إقناع الناس بها ليبدأ تداولها في إطار تشبيكي.

* والصعيد الثاني يتمثل في تطور مجال العمل الإعلامي نفسه، ليصير بإمكاننا التحدث عن مرحلة جديدة من الإعلام الإليكتروني المنتمي. لقد رأينا من قبل تصنيفا للإعلام ما بين إعلام إخباري محترف وإعلام موجه، وهذا الصنف الثاني هو الذي نميل لتسميته بالإعلام المنتمي. والحالة التي نتصورها لمستقبل الإعلام على الإنترنت أنه سيتحول إلى وحدات صغيرة من الإعلام المنتمي، حيث لا يصير الإعلام الأساسي لمستخدم الإنترنت هو ذلك الذي يعرض الخبر أو المعلومة المتخصصة، بل سيصير الإعلام الأساسي بالنسبة لمستخدم المستخدم هو ذلك الإعلام الذي سيتلقاه عبر مجموعته الخاصة أو الـ Community الخاص به، وهي صورة ستكون قريبة لما نعرفه اليوم باسم إعلام نمط الحياة، حيث سيتحول كل شكل من أشكال الإعلام المنتمي إلى بناء المجتمع الخاص به، وبذلك يملك القدرة على الحشد والتعبير والتجييش لأجل الفكرة التي يؤمن بها.

وترجيحي إن ذلك الفتح في الموجة الجديدة من الإعلام الإنترنتي المنتمي سيكون من نصيب القطاع غير الحكومي بصورة أساسية، حيث ستلجأ إليه كل أطروحات التنمية المختلفة التي ستكون دوما في حاجة لبناء تجمع شبكي خاص بها لكسب التأييد عبر بنائها مجتمعها الخاص، ومن ثم تحقيق طموحاتها.

إن مثل هذه الحالة التي عرضناها يمكن أن تعتمد مبدئيا على المواقع المتاحة مثل Face Book أو My Space أو Hi5 أو غيرها من مواقع تطبيقات الويب التشاركية، لكنها أيضا يمكن أن تقوم على توظيف خاص لبعض المصادر المفتوحة من هذه البرامج وتطويرها. والميزة في البرامج المتاحة التي أشرنا إليها أنها مدعوة بمساحة تخزين هائلة متوفرة على الخادمات التي تستأجرها لا يمكن توفيرها لغيرها من المواقع الخاصة، كما أنها مواقع صعبة الحجب، ويمكن تبديلها في حال تعرضها للحجب بمواقع غيرها. لكن ربما تفضي التطورات التقنية الهائلة المتلاحقة إلى إنتاج واقع تقني جديد ترخص فيه مساحات السيرفرات المستأجرة، كما أفضت لتعذر عملية حجب بعض المواقع.

========
الإحالات المرجعية:
1 - Middle East & North Africa Statistics, Internet World Stats.
2 - Alex Simonelis, Histories of the Internet, Internet Society International Secretariat WebSite: ISOC, 28-Nov-2006.
3 - المرجع السابق.
4 - Wikipedia, the free encyclopedia: World Wide Web.
5 - موسوعة ويكيبيديا الحرة، مادة: ما بعد التفاعلية.
6 - Wikipedia, the free Encyclopedia: Web 2.0.
7 - William Brister, Web 2.0, EZine Articles web Magazine.
8 - Wikipedia, the free encyclopedia: Web 2.0.
9 - Michael Copeland Weaving the Semantic Web, Business2.com, July 3, 2007.
10 - Wikipedia, the free encyclopedia: Web 3.0.
11 - Heather Green A Web That Thinks Like You, Businessweek.com, July 9, 2007.
12 - Alex Iskold, Web 3.0: When Web Sites Become Web Services, Read/Write Web 19/03/2007.
13 - موسوعة ويكيبيديا الحرة: مادة الإنفوميديا.
14 - وحدة البحوث والتطوير بشبكة إسلام أونلاين، التطور في البنية التحتية للإنفوميديا، عدد مارس 2007، تقرير دوري غير منشور، ص: 12.
15 - المرجع السابق، ص ص: 13 – 14.
16 - Wikipedia, the free encyclopedia: Second Life.
17 - Wikipedia, the free encyclopedia: Second Life.
18 - Mike Shields, CNN Goes Virtual, MediaWeek, 29/10/2007.
19 - Wikipedia, the free encyclopedia: Second Life.
20 - Second Life Economic Statistics.
21 - مصطلح التقطه الباحث من مقابلة علمية أجراها مع الأستاذ توفيق غانم المدير العام لشركة ميديا إنترناشيونال صاحبة امتياز مشروع إسلام أونلاين.
13 - موسوعة ويكيبيديا الحرة، مادة ما بعد التفاعلية.
14 - تقرير نادي دبي للصحافة لعام 2006، ص: 20.
15 - Bowman, S. and Willis, C. "We Media: How Audiences are Shaping the Future of News and Information." 2003, The Media Center at the American Press Institute.
16 - Wikipedia, the free encyclopedia: Citizen Journalism.
17 - Lasica, J. D. "What is Participatory Journalism?" August 7, 2003, Online Journalism Review, August 7, 2003.
18 - تقرير نادي دبي للصحافة، عام 2006، ص: 23.
19 - المرجع السابق، ص ص: 23 – 24.
20 - يمكن على سبيل المثال مراجعة كم الفيديو المرتبط بأسامة بن لادن على موقع You Tube للتدليل على حجم هذه القضية، بالإضافة للمدونات الخاصة بالجماعات المنشقة المختلفة في الغرب ومن بينها الجيش الجمهوري الأيرلندي ومنظمة الباسك.
21 - يمكن في هذا الإطار مراجعة إمكانيات موقع المدونات البازغ Taking It Global التي تتيح مثل هذه الخدمة.
22 - Alex Iskold, Web 3.0: When Web Sites Become Web Services, Read/Write Web 19/03/2007.
23 - موسوعة ويكيبيديا الحرة، مادة: ما بعد التفاعلية.
24 - راجع على سبيل المثال صفحات الترويج للهواتف الجوالة من الجيل الثالث في مواقع الهواتف الجوالة المختلفة.
25 - راجع إمكانيات المدونات في موقع Vox.com.
26 - ليلى عبد المجيد ومحمود علم الدين، فن التحرير الصحفي للجرائد والمجلات، السحاب للتوزيع والنشر، 2004. مع اعتبار أن الإشارات الخاصة بالصحافة الإليكترونية مصدرها: فاطمة فايز، وحدة البحوث والتطوير بشبكة إسلام أونلاين، خصائص المعالجة الصحافية.. رؤية مقارنة بين الصحافة المطبوعة والصحافة الإليكترونية، تقرير غير منشور، سبتمبر 2007.
27 - Lasica, J. D. "What is Participatory Journalism?" August 7, 2003, Online Journalism Review, August 7, 2003.
28 - راجع على سبيل المثال مدونة "المواطن" التي تصدرها الصحافية إيمان عبد المنعم أو مدونة " أنا إخوان" التي يصدرها الصحافي المصري محمود عبد المنعم.
29 - راجع على سبيل المثال مدونة الوعي المصري.
30 - موقع الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير، فوز مصري وبورمية بجائزة نايت الدولية للصحافة، صفحة: جوائز وزمالات، 18/09/2007.
31 - تقرير تقويمي سنوي تصدره الصفحة لمتابعة وتقويم الأداء فيها (غير منشور).
32 - Alex Iskold, Web 3.0: When Web Sites Become Web Services, Read/Write Web 19/03/2007.
33 - Wikipedia, the free encyclopedia: Folksonomy.
34 - وسام فؤاد، الجيل الثالث من المنتديات.. قراءة في الوظيفة الاجتماعية لظاهرة المنتديات المحلية، دراسة غير منشورة، القاهرة، 2006.